الاثنين، 12 مارس 2012

ما أجرانا على الحياة .. !!

        ما  أجرأنا على الحياة !! كيف يبدو النهار هنا عاديا ؟ كيف تبدو السماء زرقاء رغم أن لونها  
        تعجج بالأأسود القاتل ؟؟ 
        وكيف تبدو القلوب قوية ؟! 
        اليوم يغادرني طفل صغير كنت أحنو به على صدري كل ليلة ينام على هدي صوتي الشجي 
      رغم أني كنت أنشد له ألحان الضياع والغربة وهجرة قسرية تسمى " نكبة " وهي أكبر ،، لكنه 
    كان يرسم على شفتيه إبتسامة حتى تلمع عيناه دمعا نعاسا ويغرق في نوم عميق ،، تراه كان يفهم 
    ما أقول ؟! فأطفال هذه الأأرض كبار حتى وإن تشربوا مرارة الحياة تبسموا وكأنها فرضهم اليومي .. 

     ما أجرأنا على الحياة !! 
    فمنذ قليل زفت لنا ألأنباء أن والد مسن كبير ودع إبنه شاب طالب جامعي مجتهد كان يراه عريسا بعد
    عام ،، وكأن الفرح أقدم مبكرا يفتح له بيت عزاء ويعلن قويا أنا وكل أبنائي فداء للشعب المغلوب على
     أمره !! ترى هل ظل أبناء لهذا الشعب ؟! لم يفتح لهم بيت العزاء بعد ! 


     ما أجرأنا على الحياة !! 
     بالأمس كنت أنا وأختى ورفيقتي ورفيقتها أربعتنا نسير على الأأقدام بنشاط عند الصباح في درب 
 سيوصلنا أربعتنا لمقاعد مدرستنا الصغيرة التي تتسع لألف طالبة ،،ليأتي الغد وأسير أنا ورفيقتي 
  ورفيقة أختي ،، أين أختك ؟ !
  إنها في نوم ملائكي عميق كاللواتي سبقنها للنوم وكلنا سنلحقها أيضا ... !!

ما أجرأك يا غزة على الحياة ..
ف \ حيآتكــ عجلة تدور دون توقف ... !! 


  


هناك 3 تعليقات:

  1. في غزة الموت ليس موسمياً كالأمطار : هو يطل عليك من الآبار الجافة ، من أنابيب الأوكسجين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطمة ، من الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة …
    الموت في غزة ليس فجائياً أبداً .. بل الحياة هناك تأتي فجأة !!!!

    دام نبض قلمك مبدعا م. ريمي

    ردحذف
  2. أشكر هذا التواجد الطيب م. حمادة ..

    ردحذف
  3. ربما الحياة في غزة ما وُجدت الا لنتجرأ عليها، وربما لم يكونوا أهل غزة الا ليتجرؤوا على حياتهم ... ثنائية -ربما- لا تُوجد الا بين غزة واهلها ...

    لكم الله يا غزة .. وأهلها ..

    تحياتي ...

    ردحذف